کد مطلب:142632 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:238

ثم دخلت سنه ی اثنین و ستین
ذكر الخبر عما كان فی هذه السنة من الأحداث فمن ذلك مقدم وفد أهل المدینة علی یزید بن معاویة ذكر الخبر عن سبب مقدمهم علیه

و كان السبب فی ذلك فیما ذكر لوط بن یحیی عن عبدالملك بن نوفل بن مساحق عن عبدالله بن عروة أن یزید بن معاویة لما سرح الولید بن عتبة علی الحجاز أمیرا و عزل عمرو بن سعید قدم الولید المدینة فأخذ غلمانا كثیرا لعمرو و موالی له فحبسهم فكلمه فیهم عمرو فأبی أن یخلیهم و قال له لا تجزع یا عمرو فقال أخوه أبان بن سعید بن العاص أعمر یجزع و الله لو قبضتم علی الجمر و قبض علیه ما تركه حتی تتركوه و خرج عمرو سائرا حتی نزل من المدینة علی لیلتین و كتب الی غلمانه و موالیه و هم نحو من ثلثمائة رجل انی باعث الی كل رجل منكم جملا و حقیبة و أداته و تناخ لكم الابل فی السوق فاذا أتاكم رسولی فاكسروا باب السجن ثم لیقم كل رجل منكم الی جمله فلیركبه ثم أقبلوا علی حتی تأتونی فجاء رسوله حتی اشتری الابل ثم جهزها بما ینبغی لها ثم أناخها فی السوق ثم أتاهم حتی أعلمهم ذلك فكسروا باب السجن ثم خرجوا الی الابل فاستووا علیها ثم أقبلوا حتی انتهوا الی عمرو بن سعید فوجدوه حین قدم علی یزید بن معاویة فلما دخل علیه رحب و أدنی مجلسه ثم أنه عاتبه فی تقصیره فی أشیاء كان یأمره بها فی ابن الزبیر فلا ینفذ منها الا ما أراد فقال یا أمیرالمؤمنین الشاهد یری ما لا یری الغائب و ان جل أهل مكة و أهل المدینة قد كانوا مالوا الیه و هووه و أعطوه الرضا و دعا بعضهم بعضا سرا و علانیة و لم یكن معی جند


أقوی بهم علیه لو ناهضته و قد كان یحذرنی و یتحرز [1] منی و كنت أرفق به و أداریه لأستمكر منه فأثب علیه مع أنی قد ضیقت و منعته من أشیاء كثیرة لو تركته و ایاها ما كانت له الا معونة و جعلت علی مكة و طرقها و شعابها [2] رجالا لا یدعون أحدا یدخلها حتی یكتبوا الی باسمه و اسم أبیه و من أی بلاد الله هو و ما جاء به و ما یرید فان كان من أصحابه أو ممن أری أنه یریده رددته صاغرا و ان كان ممن لا أتهم خلیت سبیله و قد بعثت الولید و سیأتیك من عمله و أثره ما لعلك تعرف به فضل مبالغتی فی أمرك و مناصحتی لك ان شاء الله و الله یصنع لك و یكبت عدوك یا أمیرالمؤمنین فقال له یزید أنت أصدق ممن رقی هذه [3] الأشیاء عنك و حملنی بها علیك و أنت ممن أثق به و أرجو معونته و أدخره لرأب الصدع [4] و كفایة المهم و كشف نوازل الأمور العظام فقال له عمرو و ما أری یا أمیرالمؤمنین أن أحدا أولی بالقیام بتشدید سلطانك و توهین [5] عدوك و الشدة علی من نابذك [6] منی و أقام الولید بن عتبة یرید ابن الزبیر فلا یجده الا متحذرا متمنعا و ثار نجدة بن عامر الحنفی بالیمامة حین قتل الحسین وقار ابن الزبیر فكان الولید یفیض من المعرف و تفیض معه عامة الناس و ابن الزبیر واقف و أصحابه و نجدة واقف فی أصحابه ثم یفیض ابن الزبیر بأصحابه و نجدة بأصحابه لا یفیض واحد منهم بافاضة صاحبه و كان نجدة یلقی ابن الزبیر فیكثر.



[1] يتحرز من: يحترس و يحتاط.

[2] الشعاب: جمع مفرده الشعب و هو الطريق بين جبلين.

[3] رقي الأشياء: نماها و رفعها.

[4] رأي الصدع: سد الثلمة و رتق الفتق و اصلاح الفاسد.

[5] توهين: اضعاف دمنه الوهن و الوهي.

[6] من نابذك: من شتمك و عاداك.